الاثنين، 24 أغسطس 2015

جهنم هي الشمس

  1. أخطر بحث علمـى فى تاريخ البشرية : اكتشاف جهنم

    أخـــطـــر بـــحـــث فـــى تـــاريـــخ الــبـشـريــة


    للباحث الإسلامى / محمد سمير عطا

     - المصرى الوحيد الذى سجّل 12 ابتكارًا عالميًا فى الـEPO فى ميونخ بألمانيا ، والـ WIPO فى جنيف بسويسرا
     - حاصل على تكريم خاص من الشيخ زايد                 
     - مدير الأبحاث والتطوير بعدة شركات كبرى بمصر والإمارات (سابقًا(
     - مدير عام شركة استشارات اقتصادية ألمانية هولندية فى دبى (سابقًا(
     - رئيس شركة إبداعات الألفية لتسجيل وتطبيق وتسويق ابتكارات
     - رئيس قسم الإعجاز العلمى بمعرض السراج التابع لهيئة دبى للسياحة
     - محاضر بوزارة الأوقاف بالكويت
     - محاضر بالمراكز الإسلامية فى ميلانو وفرانكفورت وهلسنكى وبروكسل

    بعد التقدم العلمى واكتشاف حقيقة الشمس قد وجدت تطابقًا بين أوصاف الشمس وما ورد عن جهنم بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المطهرة

    فهل ذلك يفيد الإسلام أم يضره ؟

    بكل تأكيد يفيده ، وهو علم غيب كشفه الله لنا بالعلوم الحديثة الآن


    جهنم
    هل هى موجودة حاليًا ؟

    دينيًا : نعم ، جهنم موجودة الآن ، بل تم خلقها قبل خلق آدم ، لأنه فى الحديث أن الملائكة ارتعدت عندما خلق الله جهنم ، فلما خلق آدم وعرفت أنها لذريته سكنت الملائكة وهدأت

    كما أن الآية الكريمة تذكر لنا أن جهنم ترصدنا الآن وترانا

    يقول تعالى : {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} (النبأ : 21)

    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ فَقَالَ : "لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ" ، (مسند أحمد)

    وكون أنه يمكنها أن تُهلِك ما على الأرض ، يدل على أنها موجودة الآن فى حياتنا الدنيا

    عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" ، (رواه البخارى)


    جهنم
    هل لها شواهد ويمكننا رؤيتها ؟

    نعم : جهنم موجودة ونراها الآن دون أن نعرف

    قال تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} (يوسف : 105)

    الموضوع جديد جدًا وغريب جدًا ، لذا لابد من قراءة المقدمة بعناية

    * ملاحظة : لم يعترض على هذا البحث حتى الآن كل من عرضته عليه من الشيوخ والعلماء (سواء علماء آية أو حديث ، أو فيزياء فلكية)

    أحد كبار المثقفين الملحدين صرخ بالشهادتين وأعلن إسلامه بعلو صوته أمام الجميع عندما سمع منى هذا البحث بفضل الله عزّ وجل

    مدخل البحث

    س : ما سبب الحر الذى نشعر به على كوكب الأرض ؟

    لو سألت أى إنسان ما سبب الحر ؟ 
    لأجاب على الفور : بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان فيسلط علينا حرارة الشمس
    ولو أنه يسكن نصف الكرة الجنوبى سيقول : بسبب تعامد الشمس على مدار الجدى

    لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى يؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة مصدرها جهنم !
    فعن أبى هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فإن شدة الحر من فيح جهنم..." ، (الجامع الصحيح المختصر) ، 

    رسول الله يوضح أن الحر من جهنم ، وأن أشد ما نجد من الحر هو أخف شئ من جهنم كناية على شدة قوتها

    فمن الخطأ إذن ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أم العلم ؟

    أم أن الشمس هى هى جهنم ؟

    حجم الشمس
    (وهو ما لم يعرفه أهل الماضى)

    علميًا : الشمس أكبر من كوكب الأرض بـ1,3 مليون ضعف !

    بمعنى أن كوكب الأرض بالكامل بجميع حضاراته ، 
    تبلع الشمس مثله 1,300,000 ضعف 
    وذلك من فرط ضخامتها !


    يعنى لو سقط كوكب الأرض فى الشمس لما بان منها على الإطلاق ، فالشمس تستوعب مليون وثلاثمائة ألف كوكب مثل كوكب الأرض !

    دينيًا : نتذكر هنا قول الله عزّ وجل : {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} (ق : 30)

    معلومات عن الشمس

    1- تنقسم الشمس إلى سبع طبقات داخلية :
    روى يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك قال : جاء جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم حاكيًا له عن جهنم فقال : "... لها سبعة أبواب ، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء ، فقال صلى الله عليه وسلم : (أهى كأبوابنا هذه ؟!) ، قال : لا ، ولكنها مفتوحة ، بعضها أسفل من بعض...."

    2- تطلق شرر عظيم :
    شرر واحد من الشمس ينسف عشرات الآلاف مثل كوكبنا الأرضى

    3- لها أصوات انفجارات وطرقعة شديدة ومخيفة :
    وبفضل الله تعالى يحمينا منها الغلاف الجوى (تخيلوا صوت طرقعة الفحم عند الشوى) ، فما بالكم بالشمس ؟

    4- هى مخلوق حى :
    إذ رصدوا لها تضخمًا وانكماشًا دوريًا وكأنها تتنفس بالضبط شهيق وزفير كل 4 أيام مرة

    5- تدور حول محورها :
    مرة كل 589 ساعة ، وهو ما يعادل 27 يوم أرضى من سطحها ، أما من داخلها فمرة كل 25 يوم أرضى

    6- درجة حرارتها :
    سطح الشمس : 6000 درجة مئوية ، أما قعرها فيقدر بـ20 مليون درجة مئوية !
    لاحظ أن الحديد يغلى فى درجة حرارة ٢٨٦٢ مئوية
    والنحاس يغلى فى درجة حرارة ٢٥٦٢ مئوية

    لاحظ الإعجاز فى هذا الحديث : عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "ناركم هذه التى توقدون ، جزء واحد من سبعين جزءًا من حر جهنم ، قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال : فإنها فضلت بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها" (رواه البخارى ومسلم)

    معلوم أن المياه على الأرض تغلى عند درجة حرارة 90 مئوية ، وتلك الدرجة هى تقريبا 1 على 70 من درجة حرارة جهنم كما قال النبى صلى الله عليه وسلم ! حيث أن حاصل ضرب 90 × 70 = 6,300 ، وقد اكتشف العلماء أن درجة حرارة سطح الشمس 6000 درجة مئوية (انظر التطابق) ، 

    وتزيد درجة الحرارة كلما زاد العمق فى الشمس ، حتى أنهم قالوا أن درجة نواتها تصل إلى 20 مليون درجة مئوية : قال تعالى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} (النساء : 145)

    وسيرد الآن فى الأذهان سؤالين مهمين :

    س1 - لماذا لم يخبر رسول الله بأن النار هى الشمس بصورة مباشرة ؟

    عندما نزلت الآية التالية : {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} (المدّثر : 30) ، وهو عدد الزبانية الكبار بجهنم ، قال المشرك عمرو بن هشام ساخرًا ومستهزئًا ومتكبرًا : "علىَّ بسبعة عشر وعليكم معشر قريش بالاثنين الباقيين" ، 

    فأطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب أبى جهل ، فهو لا يعلم شكلهم المرعب ولا ضخامتهم فما بالنا لو أعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الشمس هى جهنم ؟

    فكل ما كانوا يعرفونه عن الشمس أنها مخلوق صغير بحجم الدرهم موضوع فى السماء يلتف حول الأرض من أجل أن يضئ عليها ويزودها بالدفئ

    وحيث أن الإسلام يُرَغِب بالجنة ويُرَهِب بالنار ، فإذا فقدت النار هيبتها سيفقد الإسلام ما ينذر به ، نصفه تقريبًا

    لكن ستلاحظون الآن أن الأحاديث الشريفة كما ربطت بين يوم القيامة والشمس لنعرف أن انفجار الشمس هو يوم القيامة ، فستلحظون أيضًا أن الأحاديث ربطت بين النار والشمس حتى نفهم فى عصرنا الحالى أن جهنم هى الشمس بعد انفجارها وتحورها لثقب أسود

    س2 : أليس من المعلوم أن جهنم علم غيب ولن نراها قبل الممات ؟

    أقول بأنه ليس كل الغيب غيب مطلق ، بعض الغيب غير مطلق وسيتم الكشف عنه يوم القيامة ، فالغيب لا يظل غيبًا إلى الأبد والغيوب المطلقة هم ثلاثة فقط وذلك بنص الآيات والأحاديث الشريفة
    1- فالله عز وجل نراه فى الجنة بمشيئة الله ،
    2- الجنة نراها عند النزول للقبر بإذن الله
    3- الروح نراها عند خروجها من الجسد ، لذا يتبعها البصر

    فيما عدا ذلك فلا يوجد إشارة لعدم إخراج الله لنا غيوبه الأخرى فى حياتنا الدنيا بدليل قوله تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}(فصلت : 53)

    بل من الملاحظ أن هناك إشارات مباشرة تؤكد لنا بأننا سنرى جهنم فى الدنيا :

    1- ففى الحديث الشريف المروىّ عن أبى هريرة ، قال النبى صلى الله عليه وسلم مبلغًا عن رب العزة قائلًا : "أعددت لعبادى الصالحين فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" ، (رواه البخارى) ، 

    لماذا ذكر الجنة بأن فيها مالا عين رأت ولا خطر على قلب بشر ؟ ولم يذكر ذلك عن عذاب النار ؟

    2- فى اللغة العربية لفظ جنة معناها شئ مخفىّ : (الجنّ أى الخفى – فلما جنّ الليل أى اختفى النهار – مجنون بمعنى عقله مخفى – جنين بمعنى طفل صغير مخفى داخل رحم أمه)

    فلماذا لم يتم تسمية النار بمعنى لفظ الجنة أيضاً ؟ فنحن نقول جنات النعيم لخفائها عنا ، ولا نقول جنات العذاب !

    3- بل يكفينا قراءة سورة التكاثر وما فيها من برهان عظيم
    يقول الله عزَّ وجل :
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ،  حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ، كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} (سورة التكاثر)

    لاحظوا أن الله سبحانه ذكر مراحل اليقين عن النار كاملة (علم اليقين - عين اليقين - حق اليقين) :
    {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} : (هنا يقسم الله بعلم سنعلمه فى المستقبل)
    {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} : (ثم يؤكد الله مرة أخرى على علم سنعلمه فى المستقبل) !
    {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} : (سيأذن الله باختراع التليسكوبات التى هى علم يقينى مشاهد ، وليس ظنى)
    {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} : (فسنرى الشمس على حقيقتها بالتليسكوبات ونعلم أن تلك هى جهنم)
    {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} : (وذلك فى المرحلة التالية – ثم – فى القبر سنراها عين اليقين عندما يفتح بابين في القبر على الجنة والنار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)
    {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} : (يوم الحساب – يوم القيامة ونحن واقفون أمام جهنم سوف نسئل عن النعيم الذى كنا نحياه فى الدنيا)
    وفى النهاية :
    {وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ، فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} (الواقعة : 95:92) 

    وبعد الوقوع فى النار سيعلمون أن هذا هو حق اليقين ، أى أن مصيرهم ومقرهم ومآلهم فى الشمس التى هى جهنم ، وكأن القصة هو الانتقال من الحياة على كوكب يدور حول الشمس إلى الحياة فى مركز المجموعة الشمسية وهى الشمس ذاتها

    ترتيب مبسط لمراحل جهنم بالنسبة للبشرية :

    1- {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} :سوف نرى جهنم في حياتنا الدنيا علم يقين
    2- {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} : سوف نرى جهنم فى القبر عين يقين
    3- {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} : أى يوم القيامة وهو يوم الحساب الذي هو يوم المساءلة يسألنا الله عن النعيم فى الدنيا فيما بددناه وهل عبدناه حق عبادته سبحانه وتعالى أم لا ؟
    4- {فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} : وأخيرًا من يدخل النار يصبح فى حق اليقين
    غيب جهنم يختلف عن غيب الجنة

    لاحظ اختلاف نوع الغيب فى الآيات التالية : {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} (التكوير : 12-13) ، {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} (الشعراء : 90-91) ، {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} (ق : 31) ، وأيضًا : {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى} (النازعات : 36)

    أقوى دليل أن النار ليست من الغيبيات المطلقة

    اختلف العلماء فى معانى ومقاصد كلمتى (أزلفت – بُرّزت) ، لكن لماذا دائمًا يطلق على الجنة لفظ (أزلفت) ، ويطلق على النار لفظ (سعرت) وهما لا يتعادلان فى التوصيف رغم أن كلاهما غيب ؟ ولماذا اختلاف المصطلحات للجنة والنار رغم أن كلاهما غيب ؟ 

    قد يقول قائل : لأن الجنة عالية فتدنو والنار سفلى فترتفع 

    أما عن الجنة فالاقتصار على التقرب من أعلى لأسفل فقط يسمى فى اللغة العربية دنو أو تدلى ، بدليل الآية : {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} (النجم : 8) ، والتزلف هو التقرب مع التهيؤ والتحسن والتزين والتجمل ونول الرضا .... إلخ ، بدليل الآية : {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِى الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (سبأ : 37)

    ماذا يحدث لجهنم يوم القيامة ؟
    تسعر الجحيم بمعنى أنها موجودة الآن بصورة أخف
    تبرز الجحيم بمعنى أنها موجودة الآن بصورة غير كلية

    ماذا يحدث للجنة يوم القيامة ؟
    تزلف الجنة بمعنى أنها تهبط من علو لتتقرب للمؤمنين

    أرأيتم أحبتى أن جهنم موجودة الآن نراها بصورة مخففة وستبرز وتسعر يوم القيامة وذلك بنص الآيات التى فرقت بين غيب الجنة وغيب جهنم

    ألوان النار وطبقاتها

    قال تعالى : {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}(الحجر : 44)
    لجهنم 7 أبواب ، حيث بها 7 دركات

    وقد اكتشف العلماء حديثًا أن للشمس 7 طبقات بهم ثلاثة ألوان ودرجات حرارة مختلفة 
    فالسطح : 6000 مئوية واللون الغالب هو الأحمر
    وفى الوسط : اللون الغالب هو الأبيض وترتفع فيه درجات الحرارة لمليون درجة مئوية
    وفى اللب (القعر) لونها أسود ، وترتفع فيه درجات الحرارة لعشرين مليون درجة مئوية

    عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أوقد الله على النار ألف عام حتى احمرت ، وألف عام حتى ابيضت ، وألف عام حتى اسودت ، فهى سوداء مظلمة" (صححه الألبانى)

    وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "تحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه ، هى أشد سوادا من القار" ، ورد فى البعث والنشور البيهقى

    وهنا أمر هام جدًا وملاحظة ربما تطرأ ببالكم ويحتج بها بعض المشككين على هذا البحث ، كيف أن الشمس (جهنم) لونها أحمر وأصفر وأبيض وأسود ، كما نراها الآن ، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول بأنها (سوداء مظلمة) ، (وأشد سوادًا من القار) ؟!

    والجواب : إن ما يؤكد أن جهنم حاليًا لا تزال فى مرحلة الإيقاد ولا يزال لونها أحمر وأصفر وأبيض ونواتها سوداء ، هو قوله تعالى عن حال جهنم التى يراها الناس حاليًا فى الدنيا : "إنها ترمى بشرر كالقصر ، كأنه جمالتٌ صفر"  ، وهو ما نراه الآن فى الشمس من إطلاقها للهيب وشرر عظيم يتطاير منها ويشبه الحبال والجمال ولونه أصفر ، فلو أن جهنم سوداء الآن فكيف تطلق شرر أصفر إلا إن كانت لا تزال صفراء وحمراء ؟!

    هذا يعنى أن الله تعالى أخبرنا بتلك الآية السابقة فى القرآن لتكون علامة وإشارة عظيمة لنا لنعرف بها جهنم فى حياتنا الدنيا قبل يوم القيامة ! لعلنا أن نخشاه وأن نعتبر بذلك !

    فماذا بعد ذلك دليل وماذا بعد ذلك إعجاز ؟ فسبحان الله رب العالمين  

    أما عن وصفها بالسوداء المظلمة فى قول النبى صلى الله عليه وسلم : "فهى سوداء مظلمة" هو بيان حالها يوم القيامة ، وليس الآن فى حياتنا الدنيا ، لأنها إلى الآن لا تزال شمسًا ولم تتكثف لتصبح ثقب أسود (جهنم) بعد ، والله تعالى إنما يحكى دائمًا عن أهوال يوم القيامة بحالها يوم القيامة وليس بحالها فى الدنيا ،

    وعن زمن إيقاد جهنم ثلاثة آلاف عام فالله تعالى دائمًا ما يكلمنا بزمنه هو الذى لا نعلمه ، مثلًا كخلقه للأرض فى 6 أيام ، فهى ليست كأيامنا نحن ، إنما هى 6 مليار عام ،

    إن أقل زمن شبهه الله لنا لكى نستوعب المسألة هو حين أخبرنا أن يومًا عنده سبحانه كألف سنة عندنا ، 

    وبتطبيق ذلك فلو قلنا أن قوله : 3000 عام لإيقاد النار حتى تسودّ يوم القيامة ،
    إذن 3000 سنة × 1000 سنة = 3 مليون عام على أقل تقدير ، إن لم يكن 3 مليار عام والله أعلم بعدتهم ،
    ومراحل الإيقاد الثلاثة هذه إنما تحتسب منذ خلق الشمس من قبل الأرض بكثير ، مرورًا بالحياة الدنيا ، وحتى تصبح جهنمًا يوم القيامة ،

    فللنار ألوان حسب شدتها ، فنار البوتاجاز لونها لبنى ، ونار الكبريت لونها أصفر ، وأشد النار لونها أسود ، لكن علماء الفيزياء الفلكية يقولون أنها غير متوافرة على كوكب الأرض ، ولكن متوفرة فى الشمس

    وكما نرى فى الصورة ، للشمس نفس الثلاثة ألوان ! أحمر ، أبيض ، أسود ! هل تلك صدفة ؟
    بل نفس ترتيب الدرجات ! فاللون الأحمر يعنى نار درجة حرارتها 6000 درجة مئوية 
    واللون الأبيض يعنى نارًا درجة حرارتها مليون درجة مئوية ،
    واللون الأسود يعنى نارًا درجة حرارتها 20 مليون درجة مئوية 

    بعض علماء الفضاء يعتقدون أن اللون الأسود لمناطق أبرد ، لكن الأغلبية تقر أنها نار أحمى لأنه فيزيائيًا أشد النار حرارة هى النار السوداء ، ولأن الشمس لا تزال فى مرحلة الإيقاد التى أخبر عنها النبى صلى الله عليه وسلم ، فما فى نواتها الآن من سواد لا يزال التفاعل فيه قائمًا ويزيد بصورة كبيرة إلى الخارج ، حتى تكثف الشمس بشكل كامل يوم القيامة لتصبح جهنم (ثقب أسود)

    تطور انفجار الشمس
    عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال / قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أوقد الله على النار ألف عام حتى احمرت ، وألف عام حتى ابيضت ، وألف عام حتى اسودت" (صححه الألبانى)

    وإنها ليست ألف سنة من سنين البشر ، بل يقصد بها بالزمن عند الله ، فالألف سنة عندنا بمليون سنة فى زمن الله على أقل تقدير وتشبيه ، مصداقًا لقول الله تعالى :"وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون" ، (الحج : 47)

    لقد اكتشف العلماء أن الشمس عند انفجارها تتضخم وتصبح عملاقًا أحمر Super Nova ، ثم تنكمش وتصبح نجمًا أبيض ، وفى نهاية المطاف تتكثف لتصبح ثقبًا أسود Black Hole

    فنلاحظ أنها نفس ترتيب الألوان ، ونفس ترتيب المراحل الزمنية

    هل كل هذا صدف ؟ نفس عدد الألوان ! نفس ترتيب درجات الحرارة ! نفس ترتيب المراحل الزمنية !






    لماذا يستصغرون أن تكون الشمس هى جهنم !










    حجم الأرض بالنسبة لجهنم (الشمس)















    حجم الأرض بالنسبة لجهنم (الشمس) 










    علميًا : أوضح لنا علماء الفضاء أن الشمس هى جرم سماوى عملاق كروى 

    دينيًا : انظروا ماذا فى القرآن الكريم : {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} (الهُمَزَة : 8)
    {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} (الكهف : 29)
    {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (العنكبوت : 55)
    {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (الرحمن : 44)

    علميًا : الشمس تحطم وتلتهم وتذيب كل ما رأينا وعلمنا من مواد فى الكون

    دينيا : جهنم تحطم كل شئ ، قال تعالى : {كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ، نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ}(الهُمَزَة : 4-6) ، وقال تعالى : {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ، لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ} (المدّثر : 28)




    بركان فى الأرض ! فما بالنا بجهنم ؟ 






    حمم بركانية فى الأرض ! 
    فما بالنا بجهنم ؟






    صورة كمبيوترية لسطح الشمس
    لماذا يتهاونون بها ويستصغرون أن تكون جهنم ؟ 

    {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} (الليل : 14)




    الثقب الأسود (رسم تخيلى)

    الثقب الأسود هو شمس هلكت وتحورت وتحولت لثقب أسود وهو جهنم

    الثقب الأسود شمس تكثفت بشدة فيصبح لها مجالًا مغناطيسيًا يفوق الخيال تشفط كل شئ حولها حتى ضوءها لا يخرج منها من شدة جاذبيتها الجبارة التى تمكنها من بلغ شموس أخرى ! 

    علميًا : شدة جاذبية الشمس يمنع إفلات أى شئ منها ، أما عند تحولها لثقب أسود فالأمر جلل وفى غاية الخطورة ، ويسمونه وحش الفضاء لأنه يبتلع ويهضم كل شئ

    دينيًا : لا يفلت شئ من جهنم ، فلا يمكن الهروب منها أبدًا على الإطلاق /
    قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} (الفرقان : 65) ، فالغرام من الملازمة وعدم المفارقة أبدًا ، فهى تشد الجميع ولا يفلت منها أحد

    أيضًا قوله تعالى : {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِى كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} (السجدة : 20)


    أيضًا قوله تعالى عن جهنم : {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى}(المعارج : 17)

    والواقع أن هذا من عمل الشمس الآن ، حيث لا تفلت منها الكواكب ، فالكوكب يأخذ دورته وعندما يذهب لأقصى مداه تسحبه الشمس مرة أخرى ليدور فى فلكها


    صورة كمبيوترية لسطح الشمس

    لماذا يتهاونون بها ويستصغرون أن تكون جهنم ؟ 
    يقول تعالى : {فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ} (الهُمَزَة : 9)
    حجم عمود واحد من شرر الشمس ينسف الأرض وما عليها


    لهب يخرج من الشمس ، يبلع آلاف الكواكب مثل الأرض ، 






    قال تعالى : {إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (المرسلات : 32-34)

    لقد التقطت سفننا الفضائية صورًا للهب شديد الضخامة يخرج من الشمس يتشكل بشكل الجمل بالضبط ، والمثال شديد الوضوح بأن الآيات التى تحذرنا من جهنم تحدد لنا تصف أوصافًا فى شمسنا الآن ، ونلاحظ أن الآيات تختم بالويل لمن يكذب ، حيث هناك من يتعامل بمنتهى الاستهتار مع آيات الله البينات ولا يصدقها ،

    اقرأ هذا البحث المرتبط والمهم جدًا :

    لماذا "التفكر فى خلق السماوات والأرض" يجعلنا نستعيذ من جهنم ؟

    قال تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (آل عمران : 191)

    لماذا عند التفكر فى خلق السماوات يستعيذون من جهنم ؟ أليس لأن السماوات يظهر منها نجوم ؟ كما أن الأرض أصلها نار 

    {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِى الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} (يونس : 101)




    النذر : جمع نذير ، والنذير هى جهنم ، فتلك جهنمات أخرى فى الكون لمخلوقات أخرى فى مجاميعها الشمسية الأخرى ، فنحن لسنا القصة الوحيدة فى الكون ، كما يوجد جنات أخرى (جنات النعيم)



    لاحظوا أيضاً قوله تعالى : {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ، نَذِيراً لِّلْبَشَرِ} (المدّثر : 35-36) ، جهنم إحدى الكبر ، بمعنى أنه هناك جهنمات أخرى 


    إنه لمن الطبيعى عند الإنذار أن يتم التعريف بالإنذار وليس تركه مبهمًا فإذا أنذرت شخصًا بكرباج يجب أن تريه الكرباج ولا تخفيه خلف ظهرك فالطبيعى هو أن نرى ونعرف جهنم

    وليس إحدى الكبر بمعنى أنها مرحلة من مراحل الآخرة كما فى بعض التفاسير ، لأن جهنم لا تقارن أبدًا بالقبر وبيوم القيامة فلا تكون عندئذٍ إحدى الكبر ، بل هى أكبر الكبر بالمقارنة مع مراحل الآخرة نجانا الله من أهوالها ،

    حديث هام جدًا يثبت أن الحر الآن على كوكب الأرض يأتى من جهنم :


    عن أبى هريرة قال / قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ، واشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضى بعضًا ، فأذن الله لها بنفسين ، نفس فى الشتاء ونفس فى الصيف ، فهو أشد مما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" (الجامع الصحيح المختصر)

    لقد اكتشف العلماء أن الشمس هى مصدر الضوء والحرارة والكثير من الآشعة ، ولا يوجد أى مصدر آخر لحرارة الصيف على الأرض إلا من الشمس

    وأن تعامد آشعة الشمس (والمقصود به فى الحديث الشريف نَفَس النار) على مكانً ما ، يزيد بطبيعة الحال من الحرارة ، وابتعاد تعامد تلك الأشعة الشمسية عن مكانٍ ما آخر (الجزء المقابل فى نصف الكرة الأرضية الآخر) ينقص الحرارة وبالتالى يزيد البرودة (مدار السرطان شمال خط الاستواء ، ومدار الجدى جنوب خط الاستواء)

    وأنه فى كل عام يوجد صيف واحد فقط فوق خط الاستواء وعكسه فى الجنوب ، ثم شتاء واحد فقط فوق خط الاستواء وعكسه فى الجنوب ، حيث تتوزع الأدوار بين النصفين الجنوبى والشمالى للكرة الأرضية ، وذلك لطبيعة كروية كوكب الأرض الذى نحيا عليه وميله الاعتبارى بزاوية 23 درجة

    كما ورد عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم : "فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة ، فحينئذ تسعر جهنم ، فإن أبواب النار تغلق بالليل وتفتح بالنهار" ، (سنن ابن ماجة وصحيح مسلم)

    تروا ما علاقة الشمس وانتصافها بالنهار بتسعير جهنم ؟

    ألا يعنى ذلك أن تعامد آشعة الشمس علينا هو تسعير جهنم بالنسبة لنا ؟
    ألا تلاحظون دائمًا الربط بين الشمس وجهنم ؟
    ومن قبله الربط بين الشمس ويوم القيامة ؟

    مختصر القصة فى مراحل ثلاث :

    1- خلق الله لنا الشمس فى الحياة الدنيا لتمنحنا الحرارة والضوء
    2- ثم تنفجر الشمس لتحطم مجموعتها الكوكبية وتقوم القيامة
    3- ثم تتكثف الشمس لتصبح ثقبًا أسودًا والذى هو جهنم

    حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء"

    والحمى المقصود بها : ضربة الشمس ، بمعنى أنه بنص الحديث جهنم هى التى تتسبب فى ضربة الشمس ! 


    ما رأيكم أحبتى القراء ؟ أليست الشمس هى جهنم

    وعن عبد الله بن مسعود قال النبى صلى الله عليه وسلم : "إن الشمس تطلع بين قرنى شيطان فلا ترتفع قصبة إلا فتح لها باب من أبواب جهنم وإذا انتصف النهار فتحت لها أبواب جهنم" ، قال فكان عبد الله بن مسعود ينهى عن الصلاة فى هاتين الساعتين حين تطلع حتى ترتفع ونصف النهار ، (حديث حسن – رواه الهيثمى - مجمع الزوائد 2/230) 

    تروا ما علاقة ارتفاع الشمس والظهيرة بجهنم وأبوابها ؟
    عن عمرو بن عبسة السلمى يقول : قلت يا رسول الله هل من ساعة أقرب من الأخرى ؟ وهل ساعة يتقى ذكرها ؟ قال : "نعم إن أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فكن ، فإن الصلاة مشهودة محضورة إلى طلوع الشمس ، فإنها تطلع بين قرنى شيطان ، وهى ساعة صلاة الكفار ، فدع الصلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح ، ويذهب شعاعها ثم الصلاة مشهودة محضورة حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح نصف النهار فإنها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم وتسجر ، فدع الصلاة حتى يفئ الفئ ، ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تغيب الشمس فإنها تغيب بين قرنى شيطان وهى صلاة الكفار" ، (حديث صحيح – رواه بن عبد البر فى التمهيد 4/23)

    كما قال صلى الله عليه وسلم : "تغلق أبواب جهنم بالليل ، وتفتح بالنهار" 

    تروا ما علاقة الليل والنهار بأبواب جهنم ؟

    هام للغاية :
    وفى الحديث الشريف : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ / قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَلَوْلَا أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعِيدَهَا فِيهَا" ، (صحيحى البخارى ومسلم وسنن ابن ماجه والترمذى ومسند أحمد)

    ومن العلوم اليقينية أن الشمس قذفت بأجزاء منها شكلت الكواكب ، وكوكب الأرض كان فى أول الأمر كتلة لهب خرجت من نار الشمس ، وعلى مدار مليارات الأعوام وهو يلتف حول محوره وحول الشمس ، ثم أخذ يبرد شيئًا فشيئًا بفعل غبار الكون المصطدم به وهبوط كميات مهولة عليه من المياه السابحة فى بحار الكون الشاسعة جدًا ، حتى أصبح كوكب الأرض ذا باطن ملتهب وقشرة صخرية باردة ، وبذلك خفت حدة النار فوق القشرة الأرضية ، 
    فعلميًا : نار الأرض جزء من نار الشمس ، 
    ودينيًا : نار الأرض جزء من نار جهنم !

    ما رأيكم ؟ أليست الشمس هى هى جهنم ؟

    أما تكملة الحديث : "... ولولا أن الله ضربها بالبحر مرتين لما انتفعتم بها ، وإنها لتستعيذ أن يعيدها الله فيها" ، 

    المعروف علميًا أن الأرض كانت كتلة من اللهب انفصلت عن الشمس (أى أنها جزء منها وذلك واضح من لفظ "يعيدها"، ثم تم قذفها بجبال جليد حتى بردت القشرة الأرضية وكسوت بالصخور ، ثم خرج الماء مع نفث البراكين وتغطت بالبحار ! أنظر مدى التطابق مع الحديث الشريف

    وفى المستقبل عندما تنفجر الشمس سوف تلتهم كوكبى عطارد والزهرة والقمر لكنها تقف على حدود الأرض ، إنه لتطابق مذهل وإعجاز علمى بين أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نارنا جزء من نار جهنم (الشمس) ، وأنها ضربت وطفأت بالبحار ، وأنها تخاف العودة لتلك النار الحامية ، إنها الشمس بكل جلاء .. فسبحان الله رب العالمين

    علميًا : إن خلق الشمس يسبق خلق آدم بكثير
    دينيًا : وقد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال النبى صلى الله عليه وسلم : "بلغنى أن النار حين خلقت كادت أفئدة الملائكة تطير ، فلما خلق آدم سكنت" (ورد بمصنف عبد الرزاق وجامع معمر ابن راشد) 

    علمياً : المعروف أن الحياة بالنسبة لنا مستحيلة على الكوكبين القريبين من الشمس وهما عطارد والزهرة ، حيث درجات الحرارة عالية جدًا ، أما على كوكبنا فالمسألة ليست اعتدال الحرارة بسبب البُعد المحسوب والدقيق لكوكب الأرض عن الشمس فحسب ، بل إن طبقات الغلاف الجوى ترشح الأشعة الخطرة والرياح الشمسية الآتية من الشمس باتجاهنا ، كما يحجز الكثير جدًا من حرارتها ، حتى أن الطبقة الثالثة تصل حرارتها إلى 1000 درجة مئوية ! ثم تهبط فى الطبقة الثانية إلى 50 تحت الصفر ! ثم تعتدل إلى متوسطها الذى نعرفه فى الطبقة الأولى من 50 فوق الصفر حتى 50 تحت الصفر وهو ما يتحمله البشر والحيوانات والنباتات على ظهر كوكب الأرض

    دينيًا : فى الحديث الشريف عن ابن قتيبة وآخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ فَقَالَ : "لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ" (مسند أحمد) ، 

    فهناك مئات من العوامل - بلا أى مبالغة فى ذلك الرقم - تقوم على حماية كوكب الأرض من مخاطر الشمس ، فلا يصلنا الآن من الشمس سوى ما يفيدنا من ضوء وحرارة بنسب محددة تمامًا ، وتنتفى الإشعاعات الضارة والحرارة الشديدة والأصوات المخيفة

    فى الحديث الشريف عن ابن قتيبة وآخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ فأشار إليها وقال : "فِى نَارِ اللَّهِ الْحَامِيَةِ لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ" (مسند أحمد) 

    دليل واضح بأن النار هى الشمس

    لقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشمس وقت الغروب وقال بكل وضوح : "فى نار الله الحامية...." ، فاعتقدوا قديمًا أنه يقصد أن الشمس تغرب فى النار ! 

    والحقيقة أن الشمس لا تغرب ! ، بل الأرض هى التى تدور حولها فيحدث الغروب 


    فالنبى صلى الله عليه وسلم أكد لنا بكل وضوح أن الشمس هى نار الله الحامية التى سيدخل فيها العصاة والكافرين ، لأننا قد علمنا أن الشمس عبارة عن كتلة من نار ، 
    وليس كما كانوا يظنون قديمًا من أنها تأتى لهم بالدفئ والحرارة فقط !



    فى الآية الكريمة : {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (الكهف : 86) ، مغرب الشمس يعنى أقصى نقطة تغرب منها الشمس بالنسبة لموقع ذى القرنين وجنده من الناحية الجغرافية ، وفى عينً حمئة بمعنى أنها تظهر للواقف كأنها تغرب فى عين حمئة وليس هى ذاتها التى تنزل فى عين حمئة ، والدليل الواضح جدًا والحاسم تمامًا والحازم بكل دقة هو لفظ (وجدها) أى بالنسبة له يجدها هكذا ، أما بالنسبة للشمس ذاتها فلا

    وهكذا فلا بد أن يتم استيعاب أن المسألة دائماً نسبية ، ما نراه ونعتقده ونفهمه شئ ، والواقع الكونى شئ آخر ، فنحن نرى الشمس صغيرة ، لكن اتضح أنها تكبر الأرض بـ1.3 مليون ضعف

    نحن نرى التفاحة تسقط من الشجرة ، لكن بالنسبة للواقع الكونى هى تصعد لو كنا فى جنوب الأرض (من أسفل) ، وإننى أفهم من قول رسول الله لحظة غروب الشمس وبدء الليل (فى نار الله الحامية) يعنى أن نهاية الشمس وتحولها لثقب أسود مظلم أنها هى نار الله الحامية ، حيث إننى أربط هنا وقت غروب الشمس على الأرض بنهاية دورها للحياة الدنيا ، ولم يقل الحديث أبداً (أن الشمس تغرب أو تنزل فى نار) بل هى هى ذاتها النار ،

    علميًا : إن شرر الشمس كثيرًا ما يأخذ شكل أعمدة ملتوية

    دينيًا : فى الحديث المروى عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما وأذنان يسمعان ولسان ينطق يقول إنى وكلت بثلاثة : بمن جعل مع الله إلها آخر ، وبكل جبار عنيد ، وبالمصورين" ، (رواه الترمذى)
    لاحظوا شكل هذا الشرر العجيب



    ترابطات البحث بين أوصاف الشمس العلمية
    وإشارات القرآن والسُنَة النبوية

    علميًا : الشمس تحطم وتلتهم وتذيب كل ما رأينا وعلمنا من مواد فى الكون
    دينيًا : جهنم تحطم كل شئ : {كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ، نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} (الهُمَزَة : 6:4) ، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ، لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ} ، (المدّثر : 28)

    علميًا : الشمس مكونة من سبعة طبقات
    دينيًا : لجهنم 7 أبواب ، {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} (الحجر : 44)

    علميًا : لفوران الشمس أصوات طرقعة وفرقعة عالية جدًا تلتقطها المجسات الإلكترونية السابحة فى الفضاء بدءًا من ارتفاع 250 كيلو متر فوق سطح البحر ، وقد رحمنا الله سبحانه وتعالى من سماعها الآن بسبب الغلاف الجوى المحيط بالأرض 
    دينيًا : فى الآخرة : {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} (الفرقان : 12) ، {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِىَ تَفُورُ ، تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} (الملك : 8) ،

    علماء الفلك يقولون أنه فى بعض الأحيان يمكن سماع انفجارات الشمس بالأذن المجردة على الأرض بصورة ضعيفة دون أن ندرى أن ذلك قادم من الشمس ، وقد روى عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سماعه والصحابة صوتاً : "أتدرون ما هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال هذا حجر رمى به فى النار منذ سبعين خريفًا فهو يهوى فى النار حتى انتهى إلى قعرها"(صحيح مسلم وسنن الترمذى ومسند أحمد) ، 

    لاحظ أن سرعة السقوط الحر بسبب جاذبية الأرض هو تقريبًا 230 كيلو متر فى الساعة ، وإذا قمنا بضرب تلك السرعة × 24 ساعة × 365 يومًا × 70 عامًا = 141 مليون كيلو متر ، مع العلم بأن متوسط المسافة من الأرض للشمس التى قدرها العلماء هى 150 مليون كيلو متر ! أنظر لتقارب الأرقام


    أدلة قرآنية أخرى

    ثم نلاحظ أيضًا ما يلى :
    {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ... ، كَلَّا وَالْقَمَرِ ، وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ، وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ، إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ، نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ، لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} (المدّثر : 37:31)

    إنه دائمًا ما يقرن الله العزيز الحكيم القمر بالليل ، والشمس بالنهار ، ويجمعهم بترتيبات مختلفة فى آية واحدة أو عدة آيات متتابعة ، والآية رقم 31 تتحدث عن النار ، ثم القمر ، فالليل مقرون بالقمر ، ثم بالنهار ، وبدلا من أن يأتى تلك المرة لفظ الشمس صريحًا كالعادة فى كل مرة وجدنا أن الحديث عاد وتحدث عن النار كإحدى الكبر ! 

    هذا يعنى أن النار هى مصدر ضياء الصباح والتى نعلم أن تلك هى إحدى وظائف الشمس ، يذكرنا ذلك ما أوضحته الأحاديث أن النار هى مصدر الحرارة على الأرض واكتشفنا أن الشمس هى مصدر الحرارة على الأرض

    إذًا بنص الأحاديث النار هى مصدر الحرارة على الأرض ، وبنص القرآن هى مصدر ضياء الصباح على الأرض ، إنها الشمس بكل وضوح ، وهى إحدى الشموس فى الكون : {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} (المدّثر : 35) 

    لاحظوا استبدال الكلمات فى القرآن الكريم : {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيرًا} (الإنسان : 12-13)

    الزمهرير والنار من عذاب أهل جهنم 

    لكن تمعن أخى القارئ فى استبدال الله سبحانه للنار بالشمس فى المقارنة

    لماذا لم تقل الآية نارًا وزمهريرًا ؟ لتقابل كلمة جنة وحريرًا ؟

    ألا يعنى ذلك أن جهنم هى الشمس ؟ 

    برجاء إعادة قراءة الآية مرة أخرى

    فقد كان من الممكن أن تكون الآية : لا يرون فيها حرًا ولا زمهريرًا ، حيث يأتى بمناقض الزمهرير وهو الحر

    وقد كان من الممكن أن تكون الآية : لا يرون فيها شمسًا ولا قمرًا ، حيث يأتى بقرين الشمس دومًا وهو القمر ، إلا أن الآية ذكرت الشمس كبديلًا لذكر النار ، وكمناقض للزمهرير ! بمعنى أن أهل الجنة لا يزعجهم رؤية النار بشقيها من حرارة وبرودة

    سيتسائل البعض ماذا عن زمهرير جهنم ؟ (الذى هو منطقة بها برد شديد يقع اللحم من على العظم من شدة تهتكه بسبب البرد القارص جدًا)

    ومن قال أن الزمهرير داخل جهنم ؟
    إنما هو فى منطقة بعيدة عنها حيث تسحبهم الملائكة لهذه المنطقة شديدة البرودة على أطراف المجموعة الشمسة ثم يعيدوهم للنار وهو ما فسره العلماء فى الآية : {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (الرحمن : 44) 

    بمعنى أن الملائكة يسحبون أهل العذاب ما بين الجحيم ، والماء الحميم ، والبرد الزمهرير ، فى دورة ثلاثية يطوفون فيها أبد الآبدين ، نجّى الله منها كل مؤمن يارب العالمين

    ثم لاحظوا مرة أخرى قوله تعالى : {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ، نَذِيراً لِّلْبَشَرِ} (المدّثر : 35-36)

    قال المفسرون : معنى أن جهنم هى إحدى الكبر (أى واحدة من الشدائد الكبيرة) التى ستواجه الإنسان فى المستقبل

    لكن من حيث ما سيواجه الإنسان من شدائد فإن جهنم ليست إحدى الشدائد ، بل هى أشد الشدائد على الإطلاق ، فهى أشد من يوم القيامة الذى هو بدوره أشد من عذاب القبر ، فلماذا الآية تصف جهنم بأنها مجرد (إحدى) الكُبَر ولا تقول أنها أكبر الكُبَر ؟

    وبالتالى فالمعنى هو أن جهنم هى إحدى جهنمات أخرى كثيرة لله فى الكون فى منظومات نجمية أخرى لخلائق أخرى غيرنا كثيرون يثابون ويجازون ، حيث هناك مليارات مليارات مليارات الشموس فى كون الله المترامى الأطراف .. ولا ننسى أن أول آية بالقرآن الحكيم : {الحمد لله رب العالمين} : أى رب العوالم الكثيرة وليس عالم واحد فقط ولا عالمين اثنين ! وهنالك العديد من الأبحاث العلمية والدينية التى دلت على أننا لسنا الوحيدون أو الأفضل فى الكون ، إن الحقيقة أننا لا شئ فى كون الله

    ما هو السَّموم ؟
    سَموم ليس بضم السين فتكون جمع سُم ، وإنما بفتح السين فهى جمع سَم ، بمعنى فتحة أو خرم أو مسام ، كما فى الآية : {فِى سَمِّ الْخِيَاطِ} (الأعراف : 40) ، والمؤمنون فى الجنة يحمدون الله على رحمته وعدم إدخالهم النار قائلين : {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} (الطور : 27) ، 

    وقد اتفق أغلب العلماء فى معنى لفظ سَموم ، قائلين أنها الريح الحار للشمس التى تخترق مسام الجلد (لاحظ واهتم بكلمة الشمس) ، لقد أورد ذلك القرطبى وبن كثير عن عمرو بن دينار ،

    وأن أحد أنواع عذاب جهنم هو الرياح شديدة الحرارة : {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ، فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ} ، (الواقعة : 42-43) ، أجمع المفسرون على أنهم فى رياح ملتهبة وماء شديد الغليان ، وهى التى خلق الله منها الجان {وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} ، (الحجر : 27) ،

    هذا يعنى أن الله خلق الإنسان من طين الأرض ، وخلق الجان من نار جهنم ، التى بها عذاب السَّموم ، الذى هو رياح الشمس الحارة ، التى خلق الله منها الجان ، كل ذلك إنما يعنى أن جهنم هى الشمس

    فكلمة سَموم جعلتنا نربط تلك المعادلة ، بالتوصيف العلمى (بمعنى ألفاظ علمية مستحدثة لم تكن موجودة على عهد الصحابة) تكون هى آشعة الشمس القاتلة مثل الأشعة فوق البنفسجية التى تسبب سرطان الجلد (الجلد مكمن المسام فى الجسد) ولذلك لا نرى الجان لأنهم مخلوقين من آشعة غير مرئية ، فسبحان الله رب العالمين

    قال تعالى : {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر : 46)
    بعد هذا الاكتشاف العظيم ستلاحظ أن الآية لم تحدثنا عن عذاب بالقبر كما كنا نفهم ، وإنما تخبر أننا نُعرض على النار فى الحياة الدنيا فى الغدو والعشى ، والحقيقة العلمية أن الأرض معروضة أمام الشمس (جهنم) باستمرار فى الشروق والغروب (الغدو والعشىّ)

    لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دفن الموتى أثناء شروق وظهيرة وغروب الشمس ، فما دخل الشمس بالموتى ؟ 
    الجواب : لأنها جهنم ، حيث أنهم يعلموا بذلك بمجرد موتهم فيرتعدون منها بشدة ، {لَقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} (ق : 22)

    إنها رحمة ورأفة من الله تعالى بالميت الذى علم أن الشمس هى جهنم ، حتى ينزل قبره ثم حسابه على الله ، فعن عقبة بن عامر الجهمى قال : "ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلى فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا ، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس ، وحين تضيف للغروب حتى تغرب" (مسند أحمد ، والسنن الكبرى) .

    قال تعالى : {إِنَّ هى إلا نذيرًا للبشر} (المدثر : 36) ، أليس الأوقع أن يتم إنذار شخص ما بشئ يراه ؟ إننا عندما ننذر شخص ما فإننا نرفع فى وجهه عصا أو مسدس ، أما لو أنذرناه بدون أن يرى شئ مخيف له فبماذا ننذره إذن ؟ فسيكون الإنذار أقل عظة وفائدة
    والدليل قول الله عز وجل : {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِى الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} (يونس : 101) فأمر النظر معناها شئ سنراه


    دنو الشمس من رؤوس العباد يوم القيامة :


    قال تعالى : {وَجِئ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} (الفجر : 23) 

    نجد مرادفًا فى عشرات الأحاديث الشريفة : (وتدنو الشمس يوم القيامة من رؤوس العباد) ، الحدث هو هو .. بمعنى أنها تذكر مرة شمسًا وتذكر مرة جهنم




    أحاديث محتج بها

    يقول الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام : "إن الشمس والقمر خُلِقا من نار جهنم وإليها يعودان" ، وأسألك عزيزى القارئ : هل العودة هنا المقصود بها عودة للمكان أم عودة تحور ؟ أى تعود كما كانت من قبل ، مثل أن الإنسان كان من تراب وسيعود إلى تراب ؟ 

    كما فى الآية الشريفة : {إنه يبدأ الخلق ثم يعيده} ، (يونس : 104) ، والإعادة هنا هى عودة تحور وليست عودة جغرافية من مكان لمكان ، ولكنه تحور للمخلوقات الكونية : {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} (إبراهيم : 84) ، 

    فالمعلوم أن الشمس تكونت من سُدَيِم وهو غازات الفضاء ، وخرج منها الكواكب التى خرجت منها الأقمار ، فهذا يعنى أن المسألة هنا عملية تحولات وتحورات ، سُدَيْم ثم شمس ثم ثقب أسود ، وجميعهم نار بأشكال مختلفة ، وهنا يكون المعنى العلمى لخلق الشمس من جهنم ثم عودتها إلى جهنم ، وما قاله رسول الله لأهل الماضى كان كافيًا لهم ، وما كان بحاجة لتفصيله لهم بأنه كما اكتشفنا علميًا الآن تحولات من سُدَيِم فيلتف حول نفسه ويتجاذب ليصبح شمسًا ثم تنفجر فتتكثف لتصبح ثقبًا أسود نفس المادة في شكل مختلف ، لأن كل تلك التحولات والألفاظ لم يكن ليستوعبها أهل الماضى ليس إلا

    2- بينما بن عباسٍ ذات يومٍ جالس إذ جاءه رجلٌ فقال : يا بنَ عباسٍ ، سمعتُ العجبَ من كعبٍ الحبرِ ، يذكرُ فى الشمسِ والقمرِ ، قال : وكان متكئًا فاحتفز ثم قال : وما ذاك ؟ قال : زعم أنه يجاءُ بالشمسِ والقمرِ يومَ القيامةِ كأنهما ثوران عقيران ، فيقذفان في جنهمَ ، قال عكرمةُ : فطارت من ابنِ عباسٍ شقةٌ ووقعت أخرى غضبًا ، ثم قال : كذب كعبٌ ! كذب كعبٌ ! كذب كعبٌ ! ثلاثَ مراتٍ ، بل هذه يهوديةٌ يريدُ إدخالَها فى الإسلامِ ، اللهُ أجلُّ وأكرمُ من أن يعذبَ على طاعتِه ، ألم تسمعْ لقولِ اللهِ تبارك وتعالى : وسخر لكم الشمسَ والقمرَ دائبين ؟ إنما يعنى دءوبَهما فى الطاعةِ ، فكيف يعذبُ عبدين يثنى عليهما أنهما دائبان فى طاعتِه ؟! قاتل اللهُ هذا الحبرَ وقبح حبريتَه ! ما أجرأه على اللهِ وأعظمَ فريتَه على هذين العبدين المطيعين للهِ ! قال : ثم استرجع مرارًا ، وأخذ عويدًا من الأرضِ ، فجعل ينكتُه فى الأرضِ ، فظل كذلك ما شاء اللهُ ، ثم إنه رفع رأسَه ورمى بالعويدِ فقال : ألا أحدثُكم بما سمعتُ من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ فى الشمسِ والقمرِ وبدءِ خلقهما ومصيرِ أمرِهما ؟ فقلنا : بلى رحمَك اللهُ ! فقال : إن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سئل عن ذلك فقال : إن اللهَ تبارك وتعالى لما أبرم خلقَه إحكامًا فلم يبقِ من خلقِه غيرَ آدمَ خلق شمسين من نورِ عرشِه ، فأما ما كان فى سابقِ علمِه أنه يدعُها شمسًا فإنه خلقها مثل الدنيا ما بين مشارقِها ومغاربِها ، وأما ما كان فى سابقِ علمِه أن يطمسَها ويحولُها قمرًا ، فإنه دون الشمسِ فى العظمِ ، ولكن إنما يرى صغرَهما من شدةِ ارتفاعِ السماءِ وبعدها من الأرضِ ، قال : فلو تركَ اللهُ الشمسين كما كان خلقهما فى بدءِ الأمرِ لم يكنْ يعرفُ الليلُ من النهارِ ، ولا النهارُ من الليلِ ، وكان لا يدرى الأجيرُ إلى متى يعملُ ، ومتى يأخذُ أجرَه ، ولا يدرى الصائمُ إلى متى يصومُ ، ولا تدرى المرأةُ كيف تعتدُّ ، ولا يدرى المسلمون متى وقتُ الحجِّ ، ولا يدرى الديان متى تحلُّ ديونُهم ، ولا يدرى الناسُ متى .... الخ الحديث

    إن الشمس لن تُعدَم ، بل تتبدل حياتها الأولى من شمس إلى حياة آخرة وهى ثقب أسود (جهنم) ، فالسماوات والأرض (الأصغر حجمًا من الشمس) تتبدلان يوم القيامة مصداقًا لقوله تعالى : {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (إبراهيم : 48) ، 
    كما أنهما يدومان : {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} (هود : 107-108) ، 

    وحيث تم ذكر السماوات والأرض ، فذلك يعنى أن تلك سُنَة كونية ، فما ينسحب على السماوات والأرض ينسحب على ما بالكون من أجرام ، والشمس جُرْم يفوق كوكب الأرض أكثر من مليون مرة فى الحجم ، ستتبدل هى الأخرى لتصير الجحيم

    وفى الحديث الشريف : "إن الله يزوى الشمس فى جهنم"، وعن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة" (البخارى والمسند الجامع والجامع الصحيح المختصر) ، 

    نلاحظ أن الأحاديث لم تقل يلقيان وإنما زوى وتكوير وهى أقرب ما يكون إلى عملية التكثف المثبتة علميًا ، 

    وفى رواية : "الشمس والقمر مكوران فى النار يوم القيامة"، 

    وقد احتار بعض السلف لماذا يتم تعذيب الشمس والقمر فى النار ، ورد البعض الآخر بأنهما عبرة للإنسان ! فقد قال أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الشمس والقمر يكوران فى النار يوم القيامة" ، قال : فقال الحسن : ما ذنبهما ؟ ، فقال : إنى أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسكت الحسن ، 

    يتضح لنا نقطتين هامتين من هذا الحديث :

    1- ثوران مكوران غير مُلقَيَان : ، لو قال مُلقَيَان لكن معناها دخلوهما النار ، فماذا يعنى ثوران مكوران ؟ إنهما نتاج التكوير الذى يعنى اللف والدوران والتضخم ، وهى نتيجة تكوير الشمس بسبب انفجارها الداخلى ، مما يعيد مُحيطها لأصلها وهو غاز السديم ، مصداقًا لقوله تعالى : {وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} (يونس : 4)

    2- وما ذنبهما يدخلان النار : تعجب سيدنا الحسن وغيره لماذا الشمس والقمر فى النار وهما المسخرين من الله تعالى ، والطائعين له والدائبين على العبادات كما فى الآيات القرآنية : {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} ، (إِبراهيم : 33)

    صحيح أن ما عُبد من دون الله يدخل النار مصداقًا لقوله تعالى : {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} ، (الأنبياء : 98) ، وكثير من الناس عبدوا الشمس من دون الله مع الأسف الشديد

    لكن هذا يقصد به حجارة الأصنام ، والدليل أن سيدنا عيسى أكثر من عبده الناس من دون الله تعالى ، ولن يدخل النار ، وهذا يوضح أن الشمس لن تدخل النار ، بل هى النار ذاتها

    فتكويرها بمعنى تبدل حالها وجذبها للقمر فى أحشائها ، وبالفعل كشف العلماء ما يلى :

    1- أن الشمس تتكثف لتصبح ثقبًا أسود : ، قال تعالى : {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} (التكوير : 12)

    2- وتستمر وتدوم إلى الأبد : قال تعالى : {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} ، (الإسراء : 97)

    وأكبر دليل على جذب الشمس للقمر وتكويرهما ، قوله تعالى : {وجُمِعَ الشمس والقمر} أى أن الشمس ستبتلع القمر وسيكونان شيئًا واحدًا ، ثم تتكثف الشمس نفسها وتصير جهنم (ثقب أسود) ،

    فالتكوير فى كلام العرب : جمع بعض الشئ إلى بعض من ذاته ، أى منه فيه ، وليس ذهابه فى مكان آخر !
    بما يعنى أن الشمس لا تُعدَم وإنما تهلك فتتحول وتتبدل من حياة أولى كشمس لنا إلى حياة أخرى فتصبح جهنماً ، يدل على عدم إعدام الشمس قول الله عز وجل : {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً} (الإنسان : 12-13) ،

    إنهم يزعمون العدم ويناقضون أدلة أخرى تثبت بقاء الشمس (جهنم) ودنوها من رؤوس العباد يوم القيامة !

    فلو كانت الشمس تُعدم وتَفْنَى كما ظنوا خطئًا ، فكيف غفلوا أنها تدنوا من رؤوس العباد يوم القيامة قدر ميل ؟فهذا دليل دامغ على أنها لن تفنى بل ستتبدل من شمس مضيئة لثقب أسود (جهنم) ،

    العجيب أن بعضاً من المفسرين أولوا تأويلًا عجيبًا وادعوا أن تكور الشمس لا يعنى فقط تضخمها وهى تلتف حول نفسها وإنما تنعدم بعد ذلك ! مع أن التكور شئ والعدم شئ آخر ، فلماذا هذا اللبس ؟ لقد ذكر الله أن الشمس تتكور ولم يذكر الله أن الشمس تنعدم ، فلماذا يضيفون من عند أنفسهم ما لم يرد به دليل ؟ وقد حدد الله وفصل تطور كل شئ يوم القيامة وما يصير إليه ، ولم يقل الله أن شيئًا ينعدم البتة ، ولكنه الاستسهال فى التفسير من جانبهم ، 

    يزعمون أن جميعهم ينعدمون ليريحوا أدمغتهم بدلًا من البحث فى تطور كل مخلوق على حدة ! حتى الحيوانات التى سيحييها الله لتقتص من بعضها البعض ثم يأمر أن تموت وتتحول إلى تراب ، فذلك يعنى أنها تموت ككيان حى ، ولكنها تبقى ذرات غبار ترابى فى أرجاء الكون الفسيح ولن تفنى وربما يتم إعادة خلقها ثانية : {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} ، (يونس : 4) ، {قلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} ، (يونس : 34) ، {أمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} ، (النمل : 64) ، {أوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ، (العنكبوت : 19) ، {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ، (الروم : 11) ، {وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الروم : 27)

    لقد أوضح الله أن كل مخلوق جماد كان أو حيوان ، له حياتان ، حياة أولى بصورة ما ، يليها موت بتحول ما ، ثم حياة أخرى بصورة ما ، وهكذا ...

    فتكور الشمس يعنى تضخمها والتفافها حول محورها ، انكدار النجوم يعنى أن يذهب ضوءها (وذلك بالنسبة لنا فقط بسبب غيوم ودخان يوم القيامة وليس ضوءها بذاته) ولا يعنى ذلك انعدامها ومحقها وسحقها ومحوها ، تسيير الجبال يعنى بجلاء ووضوح أنها تسير ولا يعنى أنها تنعدم وتصير عدمًا ، وهكذا ...

    نلاحظ أيضًا أن الآيات أوضحت أن بداية ظواهر يوم القيامة هو تكور الشمس ، وأن نهاية ظواهر يوم القيامة هو تسعير الجحيم ، فيوم القيامة هو الفيصل لحياة كل مخلوق فى مجموعتنا الشمسية فقط وليس كامل الكون ، وهو مؤقِت للتحويل ، فالناس من الدنيا إلى الجنة أو النار ، الشمس تتحول إلى جحيم ، الأرض والسماوات يتبدلان ، وهكذا ، وهكذا ينتهى دور كل نجم كالشمس ويصير جهنم أى (ثقب أسود) ، يوم القيامة وتلك علامة فارقة بين حياتين .

    تعليق :
    ما موقف البشرية كلها عندما تعلم يوم القيامة أن الشمس هى جهنم ؟ وقد رأوها جميعًا فى حياتهم الدنيا واستفادوا منها أيما استفادة ، بل ما موقف أولئك الذين عبدوا الشمس ؟

    إنها لمن المفارقات الواضحة والمقصودة أن تكون الشمس مصدر حياة الكفار والعصاة من ضوء ودفئهم ومتاعهم بل وعبادتهم وطاقتهم الكهربائية هى هى جهنمهم : {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِى تُورُونَ ، أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ المنشئون ، نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} ، (الواقعة : 74:71) ، بمعنى أنها متاع وتذكرة فى ذات الوقت
    إنه استهزاء الله تعالى بالكفار : {اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} ، (البقرة : 18:15) 

    ثم تتبدل التدفئة إلى نار : {وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِى الْحَرِّ ، قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} (التوبة : 81) ، فهم الآن يشعرون بحرارتها فقط وليس بداخل نارها ، ويتبدل الضوء إلى ظلمة (فهى سوداء مظلمة لا يرى منها شئ) كما فى الحديث الشريف ، ومن كان يعبدها دخل فيها هو وباقى الآلهة المزعومة : {لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} (الأنبياء : 99)

    ألا يخبرنا الحديث الشريف بأن نارنا أصلها من نار جهنم ؟ ولكن تبريدها بالماء جعلها أقل حرارة منها..

    إعجاز علمى كبير لصالح الإسلام فهل من منافس ؟

    ملاحظة :
    فى الحديث الشريف : "يسأل الله ملائكته عن عباده الذين يذكرونه ، ماذا يسألوننى ؟ (سؤال إشهاد وليس سؤال استفهام) - فتقول الملائكة يسألونك الجنة ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون لا والله ما رأوها ، فيقول وكيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها كانوا أشد عليها حرصًا وأشد لها طلبًا وأعظم فيها رغبةً ، ثم يسألهم وممَّ يتعوذون ؟ فيقولون يتعوذون من النار ، فيقول وهل رأوها ؟ فيقولون لا والله ما رأوها ، فيقول وكيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها لكانوا أشد منها فرارًا وأشد لها مخافة ، فيقول الله أشهدكم أنى قد غفرت لهم"(البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة والقسطلانى)

    هذا الحديث لا يعنى أننا لن نرى النار للأسباب الآتية :
    هذا الحديث لا يدل من قريب أو بعيد أن الله وعد بعدم رؤية جميع البشر للغيبيات ، وإنما بعضهم ، ولكل قاعدة استثناء ، كما أن الله تعالى لم يجزم بعدم رؤيتها وإنما وضع احتمالية بقوله تعالى : وماذا لو رأوها ، وهذا ما تم فعليًا بما كشفه الله تعالى لأهل المستقبل من علوم وآيات ما لم يراه ولا يعرفه أهل الماضى ، مصداقًا لقوله تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَئٍ شَهِيدٌ} (فصلت : 53) ، 

    فالحاصل أن أهل المستقبل رأوا بعض الغيبيات فعلًا مما لم يعرفه أهل الماضى ، فلكل شئ استثناء : {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (النمل : 93) ، 
    فأهل المستقبل سيرون آيات من الله حتمًا ، فالأجهزة التى خلقها الله لنا كشفت بعضًا من الغيب بإذن الله ، كالمجرات والميكروبات وكرات الدم البيضاء والحمراء وغير ذلك ،

    ومما يدل على الاستثناءات أن هناك بشر رأوا النار فعلًا : فسيدنا محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام رأوا الجنة والنار ، والسيدة آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون رأت منزلها فى الجنة قبل الموت بفترة


    وختامًا :

    إلى كل من يكذّب ويشكك فى أن جهنم هى الشمس ، أقول له : اتق الله ، كيف يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جهنم يأتينا منها الحر والحمى (التى هى ضربة الشمس) وأن أنفاسها هى سبب الصيف والشتاء ، ثم ننكر أن جهنم هى الشمس ؟؟

    والله مهما زعموا من روايات وأحاديث أخرى فهى مدسوسة لا ريب ، فلا يوجد فى الإسلام تناقض أبدَا

    ألا يكفى أننا رأينا فى الشمس آية كبرى من ظهور شرر أصفر يشبه الجمال والحبال مما يجزم بأنها جهنم ، ووعيد الله للمكذبين لذلك البرهان الواضح ؟


    {إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (المرسلات : 32-34) 





    وقد وردنى كثير من الأسئلة لماذا جهنم هى شمسنا تحديدًا ، وهناك شموسًا أخرى عديدة فى المجرة ؟ 

    والإجابة كالآتى : 

    1- شكراً لعدم ممانعة أن جهنم نجم فوار ،

    2- رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد أن الحر والصيف والشتاء وضربة الشمس من جهنم ، وهذه الأفعال لا تحدثها بنا إلا شمسنا فقط ، وليس أى نجم آخر على الإطلاق ، فأقرب نجم لنا وهو ألفاسانتوريوس على مسافة 4 سنوات ضوئية (40 تريليون كيلو متر) لو انفجر لما أثر على كوكبنا على الإطلاق ، فهل يعقل أن يأتينا منه حر أو ضربة شمس أو يتسبب فى صيف وشتاء على الأرض

    3- حذارِ من التكذيب والمعارضة بدون علم لمجرد الرفض ، قال تعالى : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِى الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (الأَعراف : 146) ، 

    فلقد كرر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جهنم يأتينا منها الحر والصيف والشتاء وضربة الشمس فكيف نعترض أن شمسنا هى جهنم ؟ 

    أهِىَ معارضة وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أم هو تكبر على الحقيقة الدامغة ؟
    إنها ليست معارضة لى ، فأنا مجرد ناقل ومبلغ عن رسول الله ليس إلا ، فاحذروا !


    فيديو صغير لجهنم وما تطلقه من شرر وأصوات


    إعجاز علمى كبير لصالح الإسلام فهل من منافس ؟

    والحمد لله رب العالمين


    "أحبتى الكرام : نرجو منكم ملاحظة الآتى"

    1- نحتاج لفريق فنى من : (مصممين جرافيك ، وموشن جرافيك و 3D Animation ، ومخرجين ، ومصورين ، ومونتيرين ، ومصممى ويب) ، لعمل بموقع إلكترونى حديث ، وفيديوهات للأبحاث بأحدث تقنية ، لنقوم بنشرها وإظهارها فى جميع وسائل الإعلام العالمية ، كما نحتاج لدعم مادى لننشر أبحاث الإعجاز القرآنى المبهرة للعالم كله

    2- يمكنكم التواصل عبر الإيميل الشخصى للباحث / محمد سمير عطا : younassin@hotmail.com

    3- ساهموا فى نشر هذه الأبحاث بمشاركة هذا الموقع فى كل مكان (فالدال على الخير كفاعله) ، آملين أن يجعلنا الله عز وجل ممن أنبأ عنهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (أحبابى يأتون بعدى ولم يرونى ، أجر الواحد منهم بأجر 50 صديق من صحابتى) .

    ولا تنسـونا من صالح دعائكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أبحاث أخرى يسعدنا أن تطلعوا عليها وترسلوها لغيركم لتكون فى ميزان حسناتكم يوم القيامة
    ففى الحديث الشريف (الدال على الخير كفاعله) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم



    أبحاث سيتم نشرها قريباً بإذن الله رب العالمين

    قصة خلق الكون بين التوراة والقرآن
    الجبال فى القرآن الكريم
    النباتات والإعجاز العلمى القرآنى
    الحيوانات بين التوراة والقرآن
    عالم الأجنة المذهل
    الإعجاز القرآنى فى الطب
    الإعجاز القرآنى فى الرياح
    الإعجاز القرآنى فى المياه
    الإعجاز العلمى فى الجغرافيا والجيولوجيا
    حضارة عاد 
    الإعجاز العلمى فى السدود العسكرية
    آية النور
    يوم القيامة علميًا
    الأعراف علميًا
    الكرسي علميًا
    العرش علميًا
    كوكب الأرض بين التوراة والقرآن
    الجن علميًا
    المسيخ الدجال من هو وخصائصه
    أرقام قرآنية غامضة ومبهرة

    تنويه هام 
    أحبتى فى الله

    الإنسان عدو ما يجهل ، خاصة مع كل علم جديد غريب ، لكن مع الأسف الشديد هناك من يعشق النقد الهدام ، لذا أحب أن أوضح أننى سأنفق من وقتى للرد على النقد البناء ، النقد المستند والقائم على الاحترام والعلم والدين ، وغير ذلك لن ألتفت إليه ،

    وأنتهز الفرصة لأؤكد أننى بشر أجتهد ، آملًا أن نطبق فريضة التفكر فى خلق الله سبحانه وتشجيع الجميع على تلك العبادة الأصيلة

    كما أود التنبيه أن البعض يستند فقط لعلماء الماضى فى فهم حقائق القرآن التى تتضح أكثر فى عصرنا الحاضر ! وكأنهم الحجة الدامغة ! رغم أنهم هم أنفسهم اختلفوا مع بعض كثيرًا ! وهناك قاعدة فاسدة لدى بعض المسلمين أنه كأنه كلما كان العالم قديمًا كلما كان كلامه أصح ! ومع شديد احترامى وتقديرى وتبجيلى لعلماء المسلمين ولكل مجتهد إلا انهم لا ريب أقل منا علمًا فى شئون كثيرة ، نستنير بعلمهم نعم ، لكن ميزنا الله بفضله عنهم بإلمام مختلف علومهم ومراجعتها ومقارناتها واختلافاتهم ، هذا بخلاف العلوم الحديثة التى لم يعرفوا عنها شيئًا

    وفى النهاية ما كان من صواب فهو من فضل الله علينا جميعًا ، وما كان من خطأ فمن نفسى ومن الشيطان ولا تنسونى من صالح دعائكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ولأى استفسارات أو نقد بناء يرجى التواصل عبر البريد الإلكترونى على مدار الساعة : younassin@hotmail.com

    وسوف أقوم بالرد على استفساراتكم بشرط أن يكون استفسار واحد فقط فى كل رسالة ، حتى يتم التركيز وعدم التشتت

    أخوكم ومحبكم / محمد سمير عطا
جارٍ التحميل

هناك تعليقان (2):

  1. قال الله تعالى :
    ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ، وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) التكوير ( 1 – 13 ) .

    صدق الله العظيم

    في سوره التكوير ذكر الله الشمس وتكويرها وجهنم وتسعيرها فلماذا وضع الله المخلوق الواحد في ايتين مختلفتان ؟؟؟


    ارجو الرد اخي

    ردحذف
    الردود
    1. أصبت اخي بارك الله فيك
      الشمس غير جهنم

      حذف